"مكاشفات" عبدالعزيز قاسم- حوارات فكرية جريئة تثير الجدل.
المؤلف: عزيزة المانع08.08.2025

أتذكر جيدًا أن أول لقاء لي مع الإعلامي القدير عبدالعزيز قاسم كان في عام 2003 تقريبًا. اتصل بي حينها مقترحًا إجراء مقابلة صحفية ضمن سلسلة حواراته الماتعة التي كان ينشرها في ملحق الرسالة بجريدة المدينة تحت عنوان (مكاشفات). لقد كانت تلك المحاورات من أبرز وأنجح ما يُنشر في الصحافة المحلية، وذلك لما أثارته من ضجة واسعة، وما أحدثه ضيوفها الكرام من حراك فكري ثري بآرائهم الجريئة، التي كانت غالبًا ما تخالف المألوف وتبتعد عما اعتاده الناس واستأنسوا به. كما كان المحاور القدير حريصًا كل الحرص على أن ينشر مع تلك الحوارات تعليقات بعض المعنيين بموضوعها، ولم تكن تلك التعليقات بأقل تأثيرًا من الحوارات نفسها، بل كان بعضها يتسم بالحدة والصرامة ويفتقر إلى اللباقة في التعبير، والبعض الآخر يزخر بالجدل العميق والاختلاف الشاسع في وجهات النظر وتضارب الرؤى، مما يزيد الحوار اشتعالًا وحيوية.
منذ أيام قليلة، غمرني الأخ العزيز عبدالعزيز بسعادته بإهدائي ثلاثة من مؤلفاته الجديدة القيمة، والتي احتوت على نخبة من (مكاشفاته) الأخيرة، التي أجراها مع ثلة من الرموز المحلية والعربية البارزة ما بين عامي (2008 و2009)، ونشر بعضًا منها في ملحق (الدين والحياة) بصحيفة «عكاظ» الغراء، وقد أضفى على كل إصدار منها عنوانًا بليغًا يعكس جوهر الموضوع الذي يدور حوله الحوار في مضمونه. وهذه الإصدارات هي: (بين التجديد والتحديث في الفكر الإسلامي المعاصر)، والذي يضم حواراته الشيقة مع كل من سماحة الشيخ محمد حسين فضل الله والعلامة الدكتور حسن الترابي، و(حوارات حول الليبرالية السعودية) ويتضمن مكاشفاته الثرية مع الأستاذين القديرين إبراهيم البليهي وعبدالرحمن الراشد، وأخيرًا (هل يعارض العلم الدين) ويحوي آراء نخبة من المفكرين والباحثين المهتمين بهذه القضية الجوهرية، مثل الدكتور توفيق السيف والدكتور خالد الدخيل والدكتور أبو يعرب المرزوقي.
ولا يخفى على أحد أن هذه الأسماء اللامعة جميعها، تدل دلالة قاطعة على أن المحاور المتمكن (وكعادته دائمًا)، تعمد انتقاء ضيوفه بعناية فائقة من بين الشخصيات البارزة المثيرة للجدل والنقاش، فهو بفطرته لا يستهويه الرأي الفاتر أو المتفق عليه بالإجماع، وإنما يحرص كل الحرص على أن يكون ما يقدمه دائمًا مشتعلًا بالآراء المتضاربة ومحفزًا للألسن على التعبير والانطلاق بحرية.
لقد أمضيت أيامًا معدودة بصحبة تلك الكتب الغنية بالمعلومات والأفكار، ووجدتني منغمسًا في خضم حوارات ونقاشات فكرية عميقة وذات أهمية بالغة، إلا أن أكثر ما استوقفني وأثار اهتمامي هو الحوار المثير مع الدكتور الترابي، فالترابي يتناول بجرأة وثقة لافتة بعض القضايا الفقهية الحساسة، التي تعتبر من المسلمات الراسخة لدى جموع المسلمين وأغلب علمائهم، ويطرح آراءه حولها من زاوية جديدة ومختلفة وصادمة، مدعومًا بحجج شرعية قوية وذات قيمة عالية للتدليل على صحة وجهة نظره ورؤيته، مما يدفعك إلى الغوص في أعماق التأمل والتفكير العميق فيما قاله، حتى وإن لم تسلم به تسليمًا كاملاً.
تُعد هذه الكتب الثلاثة بما حوته من آراء متنوعة ووجهات نظر متباينة لمفكرين محليين وعرب مرموقين حول بعض القضايا المعاصرة، مراجع علمية قيمة تسجل بدقة التوجهات الفكرية السائدة في هذه الحقبة الزمنية من تاريخ منطقتنا العربية، وتسلط الضوء على عمق واتساع أشكال الاختلاف الفكري والصراع القائم.
أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الكريم عبدالعزيز قاسم على هديته القيمة والثمينة، وأعرب عن تمنياتي الخالصة لإصداراته بالانتشار الواسع والنجاح الباهر.
منذ أيام قليلة، غمرني الأخ العزيز عبدالعزيز بسعادته بإهدائي ثلاثة من مؤلفاته الجديدة القيمة، والتي احتوت على نخبة من (مكاشفاته) الأخيرة، التي أجراها مع ثلة من الرموز المحلية والعربية البارزة ما بين عامي (2008 و2009)، ونشر بعضًا منها في ملحق (الدين والحياة) بصحيفة «عكاظ» الغراء، وقد أضفى على كل إصدار منها عنوانًا بليغًا يعكس جوهر الموضوع الذي يدور حوله الحوار في مضمونه. وهذه الإصدارات هي: (بين التجديد والتحديث في الفكر الإسلامي المعاصر)، والذي يضم حواراته الشيقة مع كل من سماحة الشيخ محمد حسين فضل الله والعلامة الدكتور حسن الترابي، و(حوارات حول الليبرالية السعودية) ويتضمن مكاشفاته الثرية مع الأستاذين القديرين إبراهيم البليهي وعبدالرحمن الراشد، وأخيرًا (هل يعارض العلم الدين) ويحوي آراء نخبة من المفكرين والباحثين المهتمين بهذه القضية الجوهرية، مثل الدكتور توفيق السيف والدكتور خالد الدخيل والدكتور أبو يعرب المرزوقي.
ولا يخفى على أحد أن هذه الأسماء اللامعة جميعها، تدل دلالة قاطعة على أن المحاور المتمكن (وكعادته دائمًا)، تعمد انتقاء ضيوفه بعناية فائقة من بين الشخصيات البارزة المثيرة للجدل والنقاش، فهو بفطرته لا يستهويه الرأي الفاتر أو المتفق عليه بالإجماع، وإنما يحرص كل الحرص على أن يكون ما يقدمه دائمًا مشتعلًا بالآراء المتضاربة ومحفزًا للألسن على التعبير والانطلاق بحرية.
لقد أمضيت أيامًا معدودة بصحبة تلك الكتب الغنية بالمعلومات والأفكار، ووجدتني منغمسًا في خضم حوارات ونقاشات فكرية عميقة وذات أهمية بالغة، إلا أن أكثر ما استوقفني وأثار اهتمامي هو الحوار المثير مع الدكتور الترابي، فالترابي يتناول بجرأة وثقة لافتة بعض القضايا الفقهية الحساسة، التي تعتبر من المسلمات الراسخة لدى جموع المسلمين وأغلب علمائهم، ويطرح آراءه حولها من زاوية جديدة ومختلفة وصادمة، مدعومًا بحجج شرعية قوية وذات قيمة عالية للتدليل على صحة وجهة نظره ورؤيته، مما يدفعك إلى الغوص في أعماق التأمل والتفكير العميق فيما قاله، حتى وإن لم تسلم به تسليمًا كاملاً.
تُعد هذه الكتب الثلاثة بما حوته من آراء متنوعة ووجهات نظر متباينة لمفكرين محليين وعرب مرموقين حول بعض القضايا المعاصرة، مراجع علمية قيمة تسجل بدقة التوجهات الفكرية السائدة في هذه الحقبة الزمنية من تاريخ منطقتنا العربية، وتسلط الضوء على عمق واتساع أشكال الاختلاف الفكري والصراع القائم.
أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الكريم عبدالعزيز قاسم على هديته القيمة والثمينة، وأعرب عن تمنياتي الخالصة لإصداراته بالانتشار الواسع والنجاح الباهر.